لماذا يريدون قيادة المرأة ؟ “قمرة القيادة” مع أو ضد
كتب لي احد المغردين معلقا على اعلاني الجزء الثاني من “قمرة القيادة” : اتمنى تقبل اقتراحي بوجود طرف آخر يمثل الفئة الاخرى للشعب وهي المعارضة للقيادة و الا “لن نخرج بفائدة “ انتهى
هذا تماما ما غرد به احد المغردين مشكورا .. ولا اريد من ذكر كلماته الانتقاص من رأيه لكني استعنت بكلماته البسيطة التي تلخص تعليقات كثيرة تصلني بين الحين والاخر تعليقا على بعض الحوارات التي قمت بها مسبقا ، وفي بعض الاحيان اقرأ هذه التعليقات ليس لغياب الطرف الاخر فحسب بل لعدم اعجاب المشاهد بالطرف الاخر المختار من قبل فريق الاعداد، فيملي علي بعضهم اسماء اخرى منتقصين من اعداد الحلقة وكأن القنوات التلفزيونية ستأخذ برأي كل مشاهد قبل البث.
ما اود ايضاحه للمشاهد العربي وخاصة السعودي هو ان برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي ظهر اواخر التسعينات لم يعرف يومها انه سيكون وباء يتفشى في اعلامنا العربي وخصوصا السعودي لاكثر من عقد من الزمن ،اذ اصبح المشاهد يترقب كرسي يقذفه ضيف على اخر، او مقطع يحقق ملايين المشاهدة لضيف يصرخ بآخر وسط ابتسامة محاور يقول بينه وبين نفسه “نعم.. نعم هذه الحلقة ستنشر اسم البرنامج..انها الحلقة المفصلية” وآخر يأتي بمسؤول و يواجهه بعينه من ضحاياه ليخرج بطلا بإحراج ضيفه المسؤول “صديقه” دون ان يحل ازمة تذكر ، لا اجمع في كلماتي هذه جميع برامجنا ولكن اغلبها تعمل هكذا بشكل او بآخر ، تأتي بالخصم من اجل الخصام الذي بات جوهر المشاهدة بكل اسف.
في تقديم الحقوق بأي شكل من اشكال البرامج التلفزيونية ليس علينا نقاشها بالطريقة البدائية “مع او ضد” ، فحقك في العلم او السكن لا يناقش بوجود طرفين ، ما تطلبه عزيزي المشاهد بوجود الخصم يشبه طلبك نقاش حق طفلة معنفة في ايقاف تعنفيها ،هل انت مع ايقاف تعنيفها ام ضد!؟
اما ما نقوم به في “قمرة القيادة” فهو الاجابة على السؤال : لماذا يريدون قيادة المرأة؟
لست هنا اقلل من حق المشاهد في متابعة نوع من البرامج اعتادها او يجدها الافضل ، ولا انكر وجود هذا النوع من البرامج اساسا كما ذكرت آنفا و ان هناك من يجيدها فعلا، لكني احاول نشر ثقافة تلفزيونية تهدف لتوعية المجتمع بحقوق وواجبات لا تتطلب سماع الرأي والرأي الآخر بل سماع صوت الحق .