تدوينات - Blogsتدوينة

عندما لا تكفي الرسالة

لا اود ان اتذمر كثيرا و مرارا من طرق استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي كما سميناها بالعربية و لكني ادون شيئا من تجاربي التي اعتقد اني استفدت منها و لاحظتها في الاونة الاخيرة، ان هذه المواقع و الادوات التي سميناها مرة مواقع التواصل الاجتماعي و مرات اخرى الاعلام الجديد اصبحت تعبر عن المعنيين بطريقة حرفية ، فمن جهة انكب استخدامنا لها كمواقع للتواصل الاجتماعي في عالم افتراضي ،حتى مات تواصلنا الاجتماعي الواقعي، فبعد ان انقطعت عن هذه المواقع لعشرات الايام و عدت وجدت ان من حولي قد تاهوا في الوصول الي، فلا هاتفي معي و لا وسيلة اتصال لي عبر هذه المواقع ، ومن ارسل الي عبر رسائل المحادثات الخاصة في هذه المواقع و لم يجد ردا فذلك لاني وكما اعلنتها مسبقا اني لم اعد احتمل التواصل عبر هذه المواقع ومن اراد شخصا من حوله فحتما سيجده ،تماما كما كان اهالينا يتواصلون عبر هاتف ارضي و رسائل ورقية طيلة العقود الماضية،اما عذر الانقطاع بسبب عدم الرد على الخاص فهذه موضة اتمنى وأدها قبل ان تتفشى بيننا.
كانت لي تجربة مماثلة قبل نحو اربع سنوات عندما قررت الاختلاء و العزلة في اسبانيا و تحديدا في ملقا،حينها اغلقت كل اساليب التواصل ولم يكن حينها بين يدي سوى جهاز بلاكبيري الذي اغلقته تماما و حسابي تويتر و فيسبوك ازورهما مرة كل يومين او اكثر من خلال جهاز كمبيوتر محمول ،عندها وبعد هذه التجربة عدت من اسبانيا الى الامارات حيث اقيم ،و قد تخلصت من خدمة رسائل البلاكبيري الخاصة تماما.
اما الجانب الاخر من مسمى هذه المواقع فهو الاعلام الجديد ،و قد تحقق هذا المسمى حرفيا ايضا كما اشرت سابقا حتى وصل الحال بنا ليس لان تنافس هذه الادوات الاعلام التقليدي فحسب بل الى ان بتنا نجد لكل قناة اذاعية او مرئية تقريبا حسابا ترويجيا عبر هذه المواقع فضلا عن ان الكتاب و الصحافيين و الفنانين الخ لا يكفون عن استخدام هذه المواقع للترويج لاعمالهم تماما كما كانوا في الماضي يتعاملون مع الشاشات و الاذاعات .
ان هذه المواقع من وجهة نظري باتت ترويجية لمجالات مختلفة حتى اشغلتنا بها و اشغلتنا عن اشخاص اهم من اؤلئك المتسمرين بها، لقد زادتنا خجلا فالبعض يفضل ارسال رسالة على الخاص كتأدية واجب بدلا من الاتصال بحجة انه قد لا يكون الوقت مناسبا،فأي مواقع تقاطع اجتماعي هذه !
تقول المغنية و مؤلفة الاغاني “كيتي بيري” في اغنية لها :اود رمي هاتفي المحمول بعيدا، لارى من سيبقى فعلا من اجلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى