جد بالقليل و لو بالقليل
جد بالقليل و لو بالقليل ..شيء من كلمات مقطوعة موسيقية لماهر زين تظهر في اعلان يومي يحثنا على العطاء في شهر الخير رمضان لنرى في نهايته شعار ماكدونالدز ..فضلا عن تلك القصص القصيرة والتي تقدم اهداف و دروس مرسومة في اطار كرتوني للاطفال قبل الافطار ايضا برعاية ذات الشركة كل ذلك نشاهده في اعلان خفيف يقدم معنى ورسالة مهمة ولا اجده مستغلا كغيره من الاعلانات بابراز المنتج، يهمني ان اشير هنا الى اني لا اتعمد التسويق لهذه الشركة و المنتج خصوصا اني لا استطعم اي من منتاجاتها و دائما ما اشدد على من حولي تجنب تناول الاغذية غير النافعة بشكل عام و التي تعرف بالجنك فوود.. الا اني لا انكر ما يمكن تسميته بالذكاء التسويقي الذي جعله هادفا قبل اي شيء ، وان تحدثنا عن ماكدونالدز تحديدا فهي شركة معروفة عالميا و بامكانها عمل اعلانات بسيطة دون تكلف او اهتمام اجتماعي لجذب الناس حولها ، حكاية ماكدونالدز في المشاركة الاجتماعية الهادفة لا تتلخص في اعلان فما اود ذكره هنا هو تجربة اخرى شاهدتها عن قرب مع هذه الشركة.
في هولندا و تحديدا ذلك المشفى الموجود في مدينة تيلبيرخ الصغيرة الذي كتب الله لي بزيارته ولصديقتي سفانه ان تمكث فيه اكثر من شهر ،وجدت هناك مبنى صغير مقابل المشفى يحوي عددا من الغرف و امامه بيوت في الطابق الارضي اكثر استقلالية يجمعهم مطبخ مشترك وصالة طعام وصالة جلوس بشاشة تلفاز و غرفة مدخنين ومكتبة صغيرة بها كتب و جهاز كمبيوتر و ملحقاته ،وحديقة امامية بها بعض الارانب و بركة صغيرة في الجانب الاخر تجمدت من شدة البرودة انذاك ومنطقة العاب للاطفال ،يدفع مستأجر الغرف او البيوت الارضيه مبلغا لا يتجاوز ال٦٠ ريالا في الليلة للبقاء الى جانب مريضه ،فتجد زوار المرضى الماكثون لاسابيع هناك لسوء حالتهم ،من الهولنديين و غيرهم من الاوروبين يقصدون المشفى خصوصا في اجازة نهاية الاسبوع بعد انهاء اشغالهم ليكونوا بقرب مرضاهم ،وكنا نحن القادمون من خلف المحيطات معهم ،انا و اسرة سفانه لنبقى معها ساعة بساعة ، الفكرة كانت لشركة ماكدونالدز وهم القائمون على ذلك ،ليس هذا فحسب بل ان عددا من المتطوعين يزورون المكان بشكل يومي لتنظيفه و العمل على راحة اسر المرضى، رغم ان الاسر كانوا ملزمين بتنظيف و ترتيب مخلفاتهم الا ان المتطوعين كانوا يقومون بمزيد من الاعمال كتنظيف الحمامات العامه و الارضية او مساعدتنا (غير الناطقيين بالهولندية) في طلب سيارة او طعام وغيرها ،وابرز ماكنت اذكر لهم اني كنت استيقظ احيانا و كلي حزن على صديقتي فاجد باقات الورود التي جاؤا بها تزين المكان وتعطره و تمنحنا المزيد من الامل.
اخيرا لا ننسى دور شركة ماكدونالدز في السعودية بالعمل على برنامج السعودة وتقديم برامج تدريبية وتوقيعها اتفاقية شاملة مع صندوق الموارد البشرية (هدف) ، قاطعنا ماكدونالدز مرات ورضينا عنه مرات اخرى ولازال يعمل دون توقف او اكتراث لمقاطعاتنا، ولازال الاطفال يعشقون وجباته و هداياه تلك البسيطة التي عرف تماما من خلالها كيف يجذبهم نحوها ، فما اجمل الرسائل الهادفة التي يقدمها لهم منتجهم المفضل ..كل ذلك لا يهم ،فالمهم ان هناك شركات فكرت و قررت فافادتنا و حولت حزن و الم اخرين الى امل..
رسالة الى جميع الشركات ..جد بالقليل و لو بالقليل.