قدمت إعلاناً تجارياً وتنتظر السينما بلهجة حجازية
ميساء العمودي: لست عبوسة لكن الحياة علمتني الجدية كتب – مطلق الزعبي:
لم يأت ظهور »ابنة الحجاز« من فراغ وإنما اجتهدت وضحت حتى نالت ما تطمح إليه. غير ان ذلك لم يكفها واعتبرته تمهيداً, لرسم خارطة طريق مشوارها الإعلامي, بدأت من جدة واستراحت في »دبي«. غير ان هذه الراحة دفعت ضريبتها في الابتعاد عن أهلها وبلدها, لكن ارتياحها في بيتها الثاني قناة »الآن« يشعرها انها ليست في غربة. ميساء العمودي الإعلامية السعودية برز اسمها وأدخلها نجاحها تاريخ الإعلاميات اللاتي نبعن من بلاد الحرمين. حاورتها »السياسة« وتحدثت عن حياتها العملية والاجتماعية.
مررت بثلاث محطات عملية ما النتائج التي حصلت عليها من كل منها؟
من كل محطة كان لي نصيب من العلم, الآن وبعد 3 سنوات في دبي أجد أنني حصدت ثمار ما توجهت إليه. التلفزيون السعودي كان مدرسة الإعلام التي علمتني الأسس و»إم بي سي« مثلت المهنية العالية والجودة وهي بمثابة التطبيق العملي بعد الجامعة ولو بقيت فيها أكثر لتعلمت المزيد.. أما قناة »الآن« فهي العمل والتطبيق الفعلي أو الاختبار وفي حلقات معينة أدخل الأستديو وأقول “أكون أو لا أكون”.
بدايتك العملية كانت مع التلفزيون السعودي كيف تصفين هذه البداية؟
بداية جميلة ومن أجمل ما فيها عملي مع معلمي خالد البيتي مدير القناة في جدة الذي دفعني وبقوة للأمام.
عملت في السعودية والآن تعملين خارجها.. فهل هناك عقبات مشتركة واجهتك؟
العقبات المشتركة هي النظرة للمرأة في العمل لكن لا أخفيك انه إلى حد ما, الأمر هنا أفضل من ناحية الوسائل التي تساعد في إثبات الذات من الناحية العملية أما ما يميز العمل في السعودية بالنسبة للصحافي فهي وفرة المواضيع وتواجدك في موقع الحدث.
أيهم اهم بالنسبة إليك, كونك إعلامية عربية أم سعودية؟
أتمنى أن أكون إعلامية عربية لأنني لا أحب أن أتميز في النطاق المحلي فقط كما لا أحب أن يتعامل الناس معنا وكأننا من عالم آخر فنحن تميزنا لأننا تمكنا من دخول العمل مثل الباقين وهذا ما أحبه في عملي حيث أعمل في قناة ليست سعودية لكنني أقدم المجتمع السعودي وكذلك العربي.
بعيداً عن الإعلان ماذا يرضيك وماذا يغضبك ومَنْ قدوتك؟
لا أعرف إلى أي مدى أستطيع أن أجيبك بمصداقية على هذا السؤال فحياتي مرتبطة بشكل عميق مع عملي وبالنسبة لمن يرضيني أو يغضبني أو قدوتي فحتى هذا الجانب أرتبط كثيراً بعملي لأن الحياة هنا أخذتني كثيراً من ميساء التي أعرفها.
اليوم لم يعد سهلاً أن أضحك بصوت عال, تصور ان مرة كنت أضحك بعد عامين من العمل في »إم بي سي« فنظر إلى مديري أحمد القرشي إدريس فهدأت واعتذرت قال لي لا داعي فلم أنظر بسبب الازعاج بل ربما هي المرة الأولى التي أسمع فيها ضحكك.. لا تعتقد أنني عبوسة لكن الحياة جعلتني أكثر جدية أخرج من منزلي وهمومي على رأسي أخشى أن أقع في حادث لا سمح الله فأقضي الأسبوع في أوراق رسمية.
عموماً يرضيني مواساة أصدقائي المقربين الذين باتوا اخوة وأخوات ويغضبني ان يطلب مني إعادة الكلام أو الشرح, وقدوتي تتمثل في أكثر من شخص مثل والدتي التي تعلمت منها الكثير وأختي وفاء حيث نتفق كثيراً في الأفكار.
ما الذي يدور في ذهنك حول مستقبلك الإعلامي؟
انتقلت إلى دبي بتصرف شخصي منذ ثلاثة أعوام. فكرت أن أتعلم, أستفيد وأنمي قدراتي واليوم أسأل نفسي إلى متى سأظل بعيدة عن أهلي وبلدي وأصدقائي.. الحياة تؤثر كثيراً على تفكيري المهني وأعتقد أنه ليس بعيداً أن أعود إلى حياتي السابقة سواء مع نفس العمل أم مع غيره.. كل ما أفكر فيه دوماً هو أن أتعلم وأستفيد.
العباءة والحجاب دائماً مثار جدل عند الإعلاميات السعوديات… فهل يستحق هذا الموضوع إشغال ذهن الإعلاميات؟
بعض الزميلات جعلن من الأمر إثارة للغير فقد تصادف صحافية تقول إنها أول محجبة تظهر أو قد تصادف أخرى تقول إن حجابها الأفضل.. أما أنا فأرى ان الموضوع أخذ أبعاداً أكبر من حجمها. لماذا تسئل المرأة عن حجابها ولا يُساءل الرجل عن صلاته. سبق وقلت العباءة هي زي أما الحجاب فهو واجب وأنا مقتنعة به وسأتحجب متى ما أراد لي الله وسيكون قريباً بإذن الله وبقناعة ومن دون تدخل أي شخص.
من الشخصيات التي تعجبك في كل مجال من المجالات التالية: أولا سياسياً؟
أجد هذا الرجل والأب هو النموذج الأصدق سياسياً واجتماعياً وإنسانياً وثقافياً واقتصادياً وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره وقد أحببت كثيراً لفتته وردة فعله إزاء أحداث سيول جدة فقد توقعنا ردة فعل سموه الكريم لكن لم نكن ندرك سرعتها وحجمها… بالفعل كان البرد الذي هون عليها مصيبتنا.
اقتصادياً؟
في الاقتصاد هناك نماذج كثيرة نفخر بها كونها صنعت نفسها من لا شيء مثل رجال مكة القدامى ممن أصبحوا اليوم رجال أعمال بعد صبرهم وقد تعلمت الكثير من والدي رحمه الله فإلى جانب وظيفته في وزارة الداخلية عمل تاجراً وورثت عنه جزءاً من دقة حسابه وربما هذا ما دفعني لدراسة إدارة الأعمال كما أفخر برجلي الأعمال الشيخ محمد بن حسين العمودي الذي تبرع ببرج وقف لعودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد سالماً إلى أرض الوطن والشيخ محمد بن عبود العمودي.
ثقافياً؟
أقرأ كثيراً لباولو كويليو ورغم انفتاحه في كتاباته أجده قريباً مني وله أسلوب يشعرك بقربه ومصداقيته تماماً كما يفعل الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد في أشعاره التي تشعرك انه قريب جداً من واقعك.
فنياً؟
الدراما الساخرة التي يقدمها ثنائي »طاش ما طاش« أما الأغنيات فلست قريبة كثيراً منها لكنني أحب الفنان محمد عبده والفنان عبدالمجيد عبدالله.
اجتماعياً؟
اجتماعياً أحب لفتات الأمير الوليد بن طلال وقربه من المجتمع وتبنيه المواهب والقدرات.
هل يمكن أن يراك جمهورك قريباً »ممثلة«؟
أطمح إلى تقديم عمل درامي والأفضل لو كان لرواية ربما بالفصحى كونها جزءاً من عملي أو ربما دور سينمائي لكن عليهم أن يتقبلوا لهجتي الحجازية, عموماً بدأت بإعلان للبنك الأهلي السعودي واليوم فعلياً أتمنى أن أقدم إعلاناً خيرياً لأكثر المواضيع اشغالاً لي وهما حالة التغيرات المناخية والقيادية الآمنة للسيارات.
هل من عروض في هذا الشأن؟
جاءني عرض من مخرج أردني لمسلسل خليجي يصور بالفجيرة لكن عدم حماستي أوقفت اندفاعه فأنا بكل أمانة لا أتقن اللهجة الخليجية البحتة.
بعد عملك في قناة »الآن« هل خشيتي من »التسريح« بحجة الأزمة المالية؟
قبل دخولي كانت الأزمة بدأت لكن هذا والحمد لله بعيداً عن التوقعات فقناة »الآن« بخير والحمد لله كيان كبير.
ما الحكمة التي تؤمنين بها؟
أحب أحاديث وحكم الرسول – صلى الله عليه وسلم – مثل: »عامل الناس كما تحب أن يعاملوك«.
»قل خيراً أو اصمت«.
أيضاً أبوالعتاهية في: وإذا ندمت على سكوتي مرة فقد ندمت على كلامي مراراً.