في الصحافةفي الصحافة - In the Press

ميساء العامودي لـ”نواعم”: المجتمع يخشى المرأة فتركت السعوديّة تحقيقاً لطموحي


 

نواعم   Apr 18, 2013

ولدت الإعلاميّة السعوديّة، ميساء العامودي، في مدينة مكّة المكرّمة عام 1981، ثمّ انتقلت إلى جدّة لإكمال دراستها الجامعيّة في مجال إدارة الأعمال، لتعمل بعدها في المجال الإعلام حيث بدأت في التلفزيون السعودي الذي تعلّمت منه أساسيّات المهنة لتنتقل لاحقاً إلى خارج السعوديّة فعملت في أم بي سي، الآن، واليوم تقدّم برنامج “سيدتي” على روتانا خليجيّة. 

تعتبر ميساء من النساء السعوديات المثيرات للجدل، حاورتها “نواعم” وخاضت معها في العديد من المواضيع المتعلّقة بعملها وتجاربها الخاصّة، والصعوبات التي واجهتها ونظرتها للمرأة والرجل، والعادات والتقاليد وغيرها من المواضيع التي إن دلّت على شيء فعلى مدى عمق ثقافة الشابّة السعوديّة وقوّة شخصيّتها وطموحها الذي لم تحدّه العقليّة العربيّة.

عملت في العديد من الوسائل الإعلاميّة، ماذا أضافت كلّ تجربة إليك، وما هي الأمور التي تعلّمتها؟
من كلّ محطّة خرجت بتجربة مختلفة، لم يكن ذلك التنقّل مخطّطاً له ولكنّه صدقاً أثرى تجربتي من حيث التنوّع في الأقسام والمهام وحتّى سياسات كلّ محطّة التي تتناسب مع شخصيّتي وطبيعتي المهنيّة.

بدايتك كانت في السعوديّة واليوم تعملين خارجها، فهل هناك عقبات أمام عودتك للعمل في بلدك؟ وهل من عقبات معينة واجهت عملك في السعوديّة أو خارجها؟
العمل الصّحافي يحتاج لبيئة عمليّة، ولكوني صحافيّة أنثى واجهت بعض المصاعب التي لم أكن أدركها قبل بصفتي مواطنة سعوديّة، وعلى سبيل فانتظاري السائق وتأخّري مراراً بسببه كاد يفقدني عملي في التلفزيون السعودي. 
وهناك أمر آخر لا يقلّ أهمّية وهو عدم وجود التنوّع الكافي آنذاك في الوسائل الإعلامية السعوديّة، ما جعل طموحي المهني يمتدّ إلى خارج الحدود لتعلّم المهنة بشكل أوسع من خلال العمل مع جنسيّات متعدّدة لها باع في العمل الإعلامي العربي لا المحلّي فحسب.

لطالما كنت من المناديات بحقوق المرأة ومطالبها، إلى ماذا تطمح ميساء العامودي وكيف ستحقّق ذلك؟
تنال المرأة السعوديّة اليوم مطالبها وحقوقها بشكل ملحوظ والحمد لله، إلّا أن بعضاً منها ما يزال عالقاً وآخر أسير طبيعة المجتمع الذي تعلّم كيف يخشى المرأة في أساس تكوينه للأسف.
أنا أطمح لرؤية السعوديّات دائماً في الطليعة، كما أن المجتمع يعي ويؤمن بحقوق المرأة ويتقبّل وجودها تحت إطار العدالة الكاملة، خصوصاً وسط تمويهات التيّارات المتكاثرة في السعوديّة التي تحاول كسب أصوات النساء كأصوات بعيداً عن النظر إلى حقوقهن كبشر وأوّلها حقّ حرية الرأي.

 

ما زلنا في العالم العربي نتمسّك بأمور تندرج ضمن خانة العادات والتّقاليد والممنوع، بينما الغرب وصل إلى المريخ كما يقال، ما الذي يقف أمام تقدّم مفاهيمنا؟ وهل المطلوب هو تغييرها أم تحسين بعض مما فيها؟
قليلاً ما يُعترف بأنّها عادات وتقاليد، وغالباً ما يلبسونها زيّ الدين للعب على العاطفة الدينيّة خصوصاً في ما يتعلّق بالمرأة. أنا مؤمنة بأن جميع الأديان السماويّة الحقّة تؤمن بحريّة الرأي الآخر وبأهمّية وجود المرأة، وفي عاداتنا وتقاليدنا الكثير من الأمور الجميلة ولكن علينا إعادة النظر في استخدامها، والأهمّ من كلّ هذا هو إيماننا بحقّ الآخرين في ممارستها أو عدمه، ربما تخلّص العالم المتقدّم من مراقبة الآخر ولومه، وهذا ما بتنا بحاجته فعلاً.

يقول توماس جيفرسون: “إذا كان القانون غير عادل، فليس للإنسان الحقّ فقط في مخالفته، بل هو مجبر على ذلك”، أكان هذا منطلقاً لكِ لقيادة سيّارتك في جدّة؟ ومتى تخرقين القانون ولماذا؟
لا أعتبر أنّني خالفت القانون لأنه ليس هناك قانون يمنع المرأة من تنقّلها في السعوديّة، وما  فعلته كان لحاجة ماسّة دعتني للتحرّك من دون تفكير، لم أعتد مخالفة القوانين فأنا أخرج وأدخل السعوديّة بورقة موافقة من وليّ أمري على الرّغم من أنّني أقيم خارجاً ومسؤولة عن حياتي الكاملة، ولديّ أمل كبير بأن ينظر المسؤولون في هذا الأمر بمنطق مغاير يوماً ما.

فزت بالعديد من الاستفتاءات باعتبارك من النساء المؤثّرات في الخليج العربي، ما هي المسؤوليّة الملقاة على عاتقك؟
أحدهم كان تصويتاً لأفضل مذيعة سعوديّة وأشكر كلّ من صوّت ومنحني المركز الأوّل، والآخر منحني لقب الإعلاميّة الملهمة في الخليج، وآخرهم كان استفتاءً عربياً وضعني بين أبرز الأسماء العربيّة لعام 2012، هذه التسميات جاءت جميعها في أواخر عام 2012 ما جعلني أحمد الله أكثر على تجربتي وأعتبرتها حصاداً لما فات من جهد وعمل لا يعرفه سوى ربي ثمّ المقرّبين مني.
كنت دائماً أقول، إن كنت سأضيف لتاريخ المرأة الإعلاميّة السعوديّة فسيوفّقني الله، وإن لم يكن فأرجو أن أعمل في كواليس الإعلام التي فعلاً أحببتها. لكن ما يحزنني أحياناً هو أن تكريمي يأتي من خارج السعوديّة ومازال البعض هناك يقيّم أدائي بإجحاف ولكني أحاول دوماً النظر إلى هذا الأمر بإيجابيّة ومن منطلق أنهم يريدون الأفضل لي.

نرى أن أغلبية النساء العربيّات يملن نحو الاهتمام بالموضة والأزياء والمكياج والأمور الجماليّة، وقلّة منهن يركّزن على أمور اجتماعيّة وقانونيّة وسياسيّة، كيف يمكن لذلك أن يغيّر من مصير المرأة في دولنا؟
المرأة بطبيعتها تحبّ الاهتمام بمظهرها، وظهور المرأة الجميلة أو حتّى الجذّابة بذوقها لا يمحو فكرها، أستطيع القول إن المرأة العربيّة بدأت اليوم تستعيد قدراتها واهتماماتها السياسيّة والاقتصاديّة وغيرها بعد تغيّبها عن الصورة والواقع الحقيقيّ، وهذا لا ينطبق على المرأة فحسب بل على جيل الشباب الذي حرّكت ذهنه الثورة بحسب ما أعتقد.

ما هو مفهومك للأنوثة والرجولة؟
أوّلاً ومن باب الدعابة أستغرب من لغتنا التي تقارن الأنوثة بالرجولة لا بالذكورة، ولكن عموماً الأنوثة والرجولة مفهومان تحدّدهما طبيعة ومفاهيم المجتمع، وصراحة لا أكترث لهذه الكلمات كثيراً.

متى تفقد المرأة أنوثتها والرجل رجولته؟
تفقد المرأة أنوثتها عندما تدّعي البكاء، ويفقد الرجل رجولته متى ما نظر لها نظرة دونيّة.

من هي قدوتك في الحياة، بين الذكور والإناث؟
ليس هناك قدوة بعينها ولكن هناك أشخاص كثر أثّروا بي.

كنت من الإعلاميين الذين قابلوا الأمير الوليد بن طلال، كيف كانت التجربة؟ وعلى ماذا ركّزت في الحوار معه؟
كانت تجربة جميلة جداً كتبت عنها القليل وما زلت أفكّر في ما تعلّمت واستفدت منها، أعجبتني كثيراً روح العمل الجماعي في التجربة، وتعاون الأمير الوليد بن طلال معنا فكان صريحاً ولم يتحفّظ على شيء من أسئلتنا. وأنا شخصياً ركّزت على طرح التساؤلات الأبرز في الشارع السعودي خصوصاً والعربي عموماً، وقد حاولت متابعة أسئلة البعض قبل الهواء على تويتر لمزجها بأسئلتي وعدم تجاهل الصّوت العامّ.

تصوّرين برنامج “سيدتي” على روتانا خليجيّة الذي قدّمته قبلك ملكات جمال أقصد نادين نجيم، كيف ستميّزين نفسك به؟
البرنامج كان أسبوعياً مسجّلاً وتحوّل إلى يومي مباشر، لقد تغيّرت تركيبته عموماً من حيث المحتوى والفقرات، هناك قضايا سعوديّة محليّة ومواضيع تهمّ العائلة السعوديّة أصبحت مادة مهمّة لمتابعي “سيدتي”، وهنا يكمن التميّز.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟
في جدولي بعض الأنشطة والمؤتمرات والكثير من العمل لـ”سيدتي”.

 

رابط الخبر

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى