تدوينات - Blogsتدوينة

ماذا حدث عند إصابة رئيس الولايات المتحدة بالإنفلونزا في جائحة ١٩١٨؟

أعلن الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” عن إصابته وزوجته السيدة الأولى “ميلانيا ترامب” بفيروس كورونا يوم الخميس الأول من اكتوبر، وتوالت الأسماء المعلنة عن اصابتها من المقربين منه والعاملين معه بعدها، ما دفع وسائل الإعلام الأمريكية للبحث خلف تسلسل وبداية انتشار العدوى التي يُعتقد أنها بدأت في حفل “روز غاردن” والذي أقيم للإعلان عن ترشيح “إيمي كوني باريت”، لتحل محل القاضية الراحلة، روث بادر غينسبيرغ في المحكمة العليا، والتي أكدت لاحقا أنها سبق واصيبت بالفيروس في وقت سابق من العام وتعافت منه، وجاءت نتائج تحليلاتها بعد اصابة الرئيس سلبية.

الرئيس الأمريكي ترامب الذي يثار حوله منذ بداية انتشار فيروس كورونا حول العالم، أنه لم يولي الأمر أهمية، بل ويلومه خصومه ويحمله مسؤولية أعداد الوفيات والإصابات في الولايات المتحدة، لم يكن الرئيس الأول في الولايات المتحدة الذي يتضرر من جائحة عالمية، فالرئيس الثامن والعشرون وودرو ويلسون والأمريكيون عاشوا أمرا مشابها قبل مئة عام من اليوم.

فالرئيس القادم من الحزب الديمقراطي، والذي حكم لفترتين رئاسيتين “منذ العام ١٩١٣ وحتى ١٩٢١” حكم في فترة حساسة جدا، عندما شهد العالم آنذاك حربا عالمية أولى، وتفشي جائحة الانفلونزا ١٩١٨، وهو أيضا كان قد قلل من أهميتها خوفا من أن تضر بالروح المعنوية وبالمجهود العسكري الأميركي.

إلى أن أصيب الرئيس الامريكي “وودرو ويلسون” في ابريل ١٩١٩ بالانفلونزا التي أودت بحياة الملايين من سكان الأرض، والآلاف في الولايات المتحدة، أثناء زيارته للعاصمج الفرنسية باريس لحضور محادثات سلام هناك، وفي أكتوبر من العام ذاته، أصيب بسكتة دماغية، أدت إلى إصابته بشلل في الجانب الأيسر من جسده وعَمى جزئي، ليعزل عن الجميع عدا طبيبه وزوجته “إيديث ويلسون”، التي بدورها أخفت الأمر عن السياسيين والصحافة والجمهور وشرعت بإدارة المهام وأمور البلاد “على أمل شفائه”، إذ لم تكن المسائل الدستورية واضحة آنذاك، فيما يتعلق بتسلسل وأهمية انتقال السلطة في حال عجز الرئيس، فالتعديل الخامس والعشرون وُضع عام ١٩٦٧، لكن المحيط بدأ يشعر بذلك ، حتى أن البعض بدأ يلمح إلى أنها أول رئيسة للولايات المتحدة، وقال السناتور “ألبرت فال” متهكما: “لدينا حكومة بثوبٍ نسائي! ويلسون لا يتصرف! السيدة ويلسون هي الرئيسة!” 

ورغم كل الشكوك وخروج الأمر للعلن لاحقا في فبراير ١٩٢٠، إلا أن الرئيس “وودرو ويلسون” أنهى فترتَه الرئاسية، بل وحاول الترشح لفترة رئاسية ثالثة، لكنه لم يلق دعما من حزبه “الديمقراطي”، كما أن “الحزب الجمهوري” سلط حملاتِه على معارضة سياساته، إذ وبعد تحسن حالته الصحية  بشكلٍ ضئيل خلال رئاسته/ ، استمرت “إديث” زوجتُه ، في العمل كرئيسة تنفيذية للبلاد في وقت كانت القضايا المحلية مثل” الإضرابات والبطالة والتضخم وخطر الشيوعية” مشتعلة في البلاد، حتى ترك زوجُها منصبَه في مارس 1921، ليتوفي بعد ثلاث سنوات ، في 3 فبراير ،  1924.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى