تدوينات - Blogsتدوينة

لهذا أشجع كولومبيا

في العام 2010 سنحت لي الفرصة بالتعرف عن قرب على لعبة الفريستايل او الكرة الحرة، والتقيت خلالها في مدينة كيب تاون بجنوب افريقيا بعدد من محترفيها العالميين، ولأننا نتحدث عن كرة القدم فحتما ستكون المشاركة الجنوب أمريكية بارزة لذا كان عدد ممثليها كبيرا وكانت المنافسة شرسة.

هناك تعرفت على “فاي” ممثل دولة البيرو والذي كان من الجنوب امريكيين القلة الذين يتحدثون الإنجليزية وعلى صديقه المقرب الكولومبي” روكي”، وهناك تعرفت على شغف هذه الشعوب الجنوب أمريكية بمفهوم الفوز في كرة القدم.

كانت البطولة للكولومبي ” روكي” ليست مجرد فوز وانتصار جديد يضم لاسم بلاده او رفع العلم، بل أمور عدة أهمها ذلك الجانب الإنساني والوضع الاجتماعي الذي يشغل بال “روكي”.

لقد سقط روكي اثناء التدريبات الاستباقية على قدمه من شدة حماسته وباتت الإصابة محققة قبيل التصفيات الأخيرة للبطولة التي بلغها بصعوبة، تلك الليلة كانت صعبة كثيرا عليه ولم يتوقف الشاب الذي سيبلغ العشرين خلال أشهر قليلة من البكاء والخوف على مستقبله، حينها تعجبت وسألت ” فاي” : الا يبالغ صديقك !؟ فاسترسل الشاب بسرد قصة صديقه الذي يكسب قوته اليومي من وراء استعراضه الكرة الحرة عند إشارات المرور في العاصمة بوغوتا وان فوزه سيحدث فرقا كبيرا في حياته الشخصية.

في مساء الحفل الختامي حيث زادت سرعة الرياح في مدينة كيب تاون المفتوحة على المحيطات من صعوبة المنافسة، وقفت في غرفة الإعلاميين وتابعت جهود اللاعبين واستعداداتهم حتى لفت نظري ممثل أحد الرعاة والذي كان يترقب فرصة فوز “روكي” بالمركز الأول او الثاني على اقل تقدير ليمنحه رعاية خاصة حتما ستنقل وضعه لاتجاه كان مجرد حلم بعيد جداً، وكانت الجهة الراعية تطبع على ظهر قميص المشارك الكولومبي اسمه تلبية لرغبته، الا ان “روكي” لم يوفق وحصد المركز الثالث في البطولة.

وعندما هممنا الرحيل والعودة لديارنا وكنت الوحيدة التي سأعود في رحلة مباشرة للمدينة التي أقيم بها “دبي”، لفت نظري حديث الوفود الجنوب أمريكية حول مواعيد وصولهم، كانت رحلات غالبيتهم تستغرق مدة أقصاها ثلاثة أيام يقضونها بين المطارات.

لا أؤمن ابدا بأن المعاناة هي الطريق الوحيد او الاساسي لبلوغ النجاح، فالمعاناة والرخاء والرفاهية وغيرها ليست الا ظروف تعيننا على تطويع جهودنا وقد تكون أحيانا محفزات للبعض منا فيما تزيد الطينة بلة على البعض الاخر، لذا فان المستفيدين في أمريكا الجنوبية من أهمية كرة القدم في بلدانهم هم اشخاص ربما تجاوزت عزيمتهم مواهبهم ولهذا لم أتوقع خروج كولومبيا من منافسة المجموعات في مونديال 2018 رغم أنى تمنيت بلوغ السنغال واليابان دور ال 16.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى