كم عزيز عليك أجلّت لقاءه؟
تمضي سنوات و يمضي العمر و رجل يَعد نفسه و امه بأن يزورها قريبا، يكبر اولاده، تتغير مقاساتهم ، يتخرجون من مقاعد دراساتهم ، يباشرون اعمالهم، و امه العجوز في دارها تنتظر، لا تعلم ان سنين قد مضت و كأنها ايام.. بل ساعات.
تحبه و تنتظر موافقة اسرته.. مرت سنوات و لا زالت تنتظر و تنتظر و بعد سنوات استفاقت و علمت انها سنوات طوال و ليست اشهر كما كانت تعتقد.
هاجر اسرته لعمل سريع خارج المدينة، مرت سنوات و سنوات و لازالت الاسرة تنتظر عودته ، كبر الابناء،مرضت الام و لازال الامل معلق ،ايعود بعد اشهر مضت بل سنوات و سنوات.
صديقتي سفانة اقامت خارج السعودية لاشهر، بل ربما سنوات .. لا اذكر، علمت من خلال احاديثنا في مواقع التواصل الاجتماعي انها اصبحت في هولندا، مازحتها قائلة: انت في البلد المفضل لدي، سأزورك قريبا ..
مرت الايام و الاشهر و كأنها ساعات ،بل ثوان سريعة .. وانا اردد قريبا سأزورك،، مرضت سفانة بل و على حافة الموت نامت ، افجعني الخبر و في ذات اليوم كنت عندها ،في بلد اخر يبعد عني بالطائرة ٧ساعات ، لم اكترث لفندق هناك او قطار يقلني لمشفى بعيد، كل الامور تيسرت عندما عزمت الذهاب،، يومها بقيت الى جانب سفانة النائمة في آلامها انظر لزخات ثلج متحجرة تتساقط من السماء، اتفكر في قسوتها و سرعة ذوبانها.. حبة الثلج هذه ليست الا قطرة ماء سقطت و قست اثناء قيامها بمهنتها الطبيعية ،انشغلت بمهامها ولازالت تعِدُ من حولها من القطرات بأمور عدة.
احيانا ووسط انشغالاتنا افكر، هل نعيش في خطوط متوازية! لماذا لانلتقي عندما نريد.. بل لماذا لا نريد! كل ما نفعله ليس الا باراداتنا..
تجربتي مع صديقتي سفانه التي استعادت صحتها والحمدلله، علمتني ان لا التقي الا من اريد لقاءه ، و ان لا يشغلني عمل في حياتي عن لقاء عزيز .. فنحن من يمتلك الوقت و ليس الوقت من يمتلكنا.
لا تؤجلوا لقاء اشخاص يعزون عليكم