صور السعادة
تبالغ الصور التي ننشرها في مواقع التواصل الاجتماعي في حجم سعادتنا كثيرا، فما نقوم بنشره غالبا ما يكون متأنقا وبه الكثير من التعديلات والتدقيق ومراجعة الاختيار، فمن بين عشرات الصور التي نلتقطها وتتحملها ذاكرة كاميراتنا نبحث جاهدين لاختيار ما نعتقد أنه الأنسب، وهذا أمر طبيعي لأن لا احد يريد أن يرى نفسه في صورة تذكره بلحظة غير محبذة او حتى أن يرى جهدا كان عليه ولم يلحظه في حينه.
اذكر مرة عدت من رحلة عمل استغرقت شهرا من الزمن، وكان أول تعليق لصديقاتي عندما التقينا أني كنت سعيدة جدا في رحلتي كما تابعنها من خلال حسابي في انستغرام، غير أن الأمر كان مفاجئا كثيرا بالنسبة لي، فالرحلة كانت خطرة ومجهده وكنت انتظر لحظة انتهاء الرحلة وعودتي لمنزلي.
صورة أخرى سبق ونشرتها قبل أشهر على حسابي في انستغرام وكنت حينها في مهمتي لتبني كلبي ” بيرغو” غير أن أخبارا مؤلمة جدا وصلتني من خلال صديقة عن مجموعة من الصديقات تعرضن لألم كبير، حينها كان زوجي برفقتي والتقط لي صورة ونحن نتاول وجبة الإفطار، فبدوت حزينة جدا ولم الحظ ذلك فأعجبتني وقمت بنشرها، غير أن معظم التعليقات التي وصلتني كانت تشير للمحة الحزن على عيني، رغم أني كنت في رحلة جميلة ومتحمسة جدا لتجربة تبني كلب.
باختصار، صورنا تعكس واقعنا ولكننا لا ننشر منها إلا ما يعكس لحظات السعادة وهذا أمر بديهي، لكن المجحف في الأمر هو أن اشخاصا من حولنا يحاولون عيش لحظاتنا الجميلة بطرق مختلفة دون معرفة حقيقتها، ظناً منهم بأن كافة أيامنا مثل صورنا، سعيدة ممتعة وفي غاية المرح.
اجمل صوره لك اذا ماكان فيها فتوشوب 🙂
مقالة جداً واقعية فأحيانا تبدو الصورة عادية جدا وبعيدة كل البعد عن التأنق ولكنها تحمل الكثير من مشاعر البهجة والسرور والبعض من الصور التي نراها قمة في التأنق ولكن للأسف كل التأنق لا يستطيع ان يمحو المشاعر السلبية والحزينة !!