خواطر ١٠.. في خطر
لا شك ان برنامج خواطر الرمضاني ،يعد احد افضل البرامج العربية فكرا و مضمونا و صورة، و حتى بقياس اهمية البرنامج من الجانب التسويقي فإنه من القلة ان لم يكن الوحيد الذي تمكن وسط زخم اعلامنا العربي من بيع اجزائه كاملة خلال ١٠ سنوات بل وبيعها على محطات مختلفة في ذات التوقيت.
برنامج خواطر بخواطره التي خرجت للعلن اظهر لنا طريقة فكرية واعية تقدم المعلومة و تبتعد عن الجدل و مع ذلك فقد واجه الكثير من التساؤولات و الجدال و الانتقاد خصوصا السنوات الاربع الاخيرة بعدما شعر بعض المشاهدين ان البرنامج بالغ في نقل ايجابيات دول العالم المختلفة ،ما اشعرهم ربما بالنقص الكبير الذي يعيشه المواطن العربي و ربما جعلهم يفكرون في سلبيات تلك الدول.
و يبدو ان البرنامج المحايد فكريا، الذي هدف في فكرته الاساسية الى نقل ايجابيات العالم الينا لنتعلم منها ، انجرف او جامل اؤلئك المنتقدون له و لافكاره، فاتجه هذا العام صوب بعض الدول التي امتدحها قبل اعوام قليلة لينقل لنا شيئا من اخطائهم علنا نتعظ و لا نقلدهم او نتأثر بسلبياتهم كما ايجابيتهم.
فكرة هذا العام ياخواطر بها جانب منطقي الى حد ما و لكنها قد تكون اصعب من افكار و تطبيق البرنامج في الاعوام الماضية، فكما ذكرت سلفا ، ان البرنامج لم يعتد الدخول بأمور جدلية فكرية او دينية،
عند الحديث عن حلقتي المجاهرة و التي ركزت على امرين محرمين هما الزنا و الشذوذ الجنسي، وجدت الكثير من الملاحظات التي لم يقنعني برنامج خواطر بوجهة نظره عند التطرق لها ، احترم وجهة نظره و اتمنى قبول وجهة نظري طالما خرج البرنامج عن اطار المعلومة الحقيقية ..
زيارة بومبي الايطالية لضربها مثلا لم يكن امرا موفقا، فاثبات الخطأ الاخلاقي في ممارسة الجنس بطرق غير شرعية ولا انسانية امر لا يحتاج اثباته بركان يدمر مدينة و هكذا قس الامر فيما يتعلق بقوم لوط، فلغة الترهيب لاجيال اليوم و لاشخاص تود اقناعهم بالعقل بحجم الخطأ الذي يرتكبونه غير مجد ، من جانب اخر استغربت تصوير المدينة وتفاصيلها و تماثيلها و ارضها و غيره مما يحوي امور غير لائقة للمشاهد و كان الزميل احمد الشقيري مقدم البرنامج ينظر اليها و يصف مايرى ويعيد النظر بينما هي مغطاة تقنيا للمشاهد، فما الغاية من ذلك ؟ و كيف للاستاذ احمد النظر لها وهو ينتقد الامر برمته!
و بالذهاب الى سان فرانسسكو مدينة المثليين الذين استفاض البرنامج في الحديث عنهم، فما الفرق بين مشاهدة رجلين او سيدتين يجلسان على بعضهما عند الانتظار في محطة الباص ومشاهدة امراة و رجل يجلسان بنفس الطريقة؟ الخطأ خطأ و لكنك قرفت و استنكرت كما يستنكر رجل متشدد لاحد الاديان من مشهد امرأة تجلس على رجل ! و ان تركنا الامر يعود لدرجة حساسية كل منا لمشهد محدد فستذكرني بمن يقرف لشذوذ الذكور بينما يرى شذوذ النساء اقل وطأة!
ضربت بومبي الايطالية مثلا للهلاك بعد مماراساتهم الجنسية غير الاخلاقية او الشرعية و هي حادثة ٧٩ ميلادية اي قبل الهجرة، و ضربت مثلا بقوم لوط وما انزل الله عليهم من عقاب، و اوضحت ان شدة ذلك العقاب ترينا حجم الفعلة المشينة التي قاموا بها ،نعم هو فعل مشين و لكنه ليس اقل وطأة مما فعل قوم عاد من عبادة الاصنام فالحقهم الله بصيحة ، و اقصد من المقارنة هنا ان كل ماتحدثت به عن قوم لوط و عن الشذوذ ينطبق على اي حديث قد ذكره شيخ دين او قد يذكره احد افراد داعش الذين لايكفون عن هدم و ردم الاثار في العراق بحجة ردم الاصنام، الا تخشى ان نرى قريبا فكرا يزعج المثليين في ارضهم !
يمكننا العودة للقرآن فيما يتعلق بطرق تعاملنا مع المثليين و لن نتأله على الله كما يردد احمد الشقيري في تلك الحلقة.
اما النقطة التي ذكرتها في تساؤل: وستسألون لماذا لم ينزل الله بارضهم الهلاك؟! سأجيبكم باننا سبق و تحدثنا في حلقات ماضية عن حرياتهم و الديمقراطيات و امور ايجابية لديهم!
و هنا اقول بصراحة لم اعلم ان الديمقراطية تشفع لاي عمل محرم في الارض، اعتقد انكم ياخواطر لم توفقوا ابدا في هذه النقطة خصوصا! لقد اعدتم الي كل ما قيل بخصوص سيول جدة قبل اعوام ، “فكر الاخذ بالاسباب”!
و للتعليق عن مقارنة مسلسل (احب لوسي) ب(اصدقاء) فاود تذكير فريق العمل باختلاف الزمن، و نعم كان العالم اكثر احتشاما و مع ذلك كان وجود زوجين بملابس النوم في ذلك الوقت مثير غرائزيا.. فالغريزة هي الغريزة تظهر وفق المفاهيم المحلية ، فجميعنا يعلم ان امرأة تحت عباءة ساترة ايضا مثيرة في نظر رجل وفق مفاهيمه المحلية ، هذه بعض ابرز النقاط التي لفتتني و هناك المزيد لكن اختمها بمعلومة ذكرت في الحلقة عن بداية اكتشاف مرض الايدز و ارتباطه بالمثليين الذكور تحديدا، و هذه معلومة لا يمكن تمريرها للمشاهد دون التشديد على ان البحث اكد فيما بعد ببضعة اعوام ان المرض لم يثبت ارتباطه فعلا بالمثليين وانه يحدث للعلاقات البشرية كافة و هو ماجعل مسماه العلمي HIV human immunodeficiency virus.
خواطر تميزت تسعة اعوام بخواطر ايجايبة ،تلقي المعلومة غير القابلة لفلسفتها و تحليلها، اما في خواطر ١٠ فقد خرج فريق العمل و مقدمه احمد الشقيري من عفويتهم و قدموا امور تتماشى مع فكر من حولهم فاخفقوا في رأيي، اعلم انني ساصاب بسهام عشاق البرنامج بعد تدوينتي كما يحدث مع كل رأي يخص البرنامج انشره في حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي و اتمنى ان لايصل حال معجبي خواطر و الشقيري بحال اتباع الاخرين .