الإكوادور.. جواهر الجغرافيا ومنتصف العالم
سميت الإكوادور بهذا الاسم لأنها تعني بالاسبانية خط الاستواء، وهذا ما يلخص موقعها الجغرافي، فمن أشهر معالم الإكوادور “ميتاد ديل موندو” أي منتصف العالم والذي يأخذك في جولة لطيفة عند خط العرض 0.00، لتقف على الخط الفاصل لهذا العالم شمالا وجنوبا، لكن ما يميز هذا البلد الاستوائي عن غيره من الدول الواقعة على خط العرض نفسه هو ارتفاع عاصمته كيتو عن سطح البحر بنحو ٢٨٥٠ مترا، مايعني طقسا يميل الى البروده طيلة أيام السنة، وعن تجربة فإنه مهما انخفضت درجات الحرارة في النهار تبقى “كيتو” دافئة نظرا لحرارة الشمس، ومايميز الإكوادور سياحيا هو كونها تسمح لمعظم جنسيات العالم زيارتها دون تأشيرة، اما اقتصاديا فكونها تستخدم الدولار الامريكي عملة رسمية لها منذ مطلع الالفية الجديدة.
عند زيارتي إلى الاكوادور مطلع العام ٢٠٢٠، فوجئت أولا بأسعارها الرخيصة، ففي اليوم الأول تناولت وجبة خفيفة “مشبعة” في مطعم يقع على شارع “لاروندا” احد اشهر شوارع العاصمة ودفعت ٥ دولارات فقط، وبسيارة الأجرة انتقلت لمقر اقامتي على بعد نحو ربع ساعة بالسيارة، فدفعت لسائق اوبر ٣ دولارات فقط، وفي المقابل واجهت صعوبة بالغة أثناء دفع هذه المبالغ الصغيرة، فحتى ورقة العشرين دولارا يصعب احيانا ايجاد “فراطة” نقدية لها، وكان هذا اكبر تحدي لي بعد أن زج لي جهاز الصراف الالي في الولايات المتحدة قبيل سفري اوراقا من فئة المـئة دولار، فرحت اعمل جاهدة من مصرف لاخر ابحث عن اوراق عملات اصغر دون جدوى، وقد نصحتني احدى الموظفات أن اذهب بها الى البنك المركزي في كيتو، لكن إكوادوريين ممن كنت أعمل معهم تطوعا تمكنوا من تحويل ورقة مائة واحدة الى عملات صغيرة، وهكذا سرت “بالبركة” عشوائيا أحاول استخدام نقودي في الأماكن السياحية لاتمكن من ايجاد نقود ورقية ومعدنية صغيرة.
الإكوادور بلد صغير سياحي بامتياز، فهو جنة خضراء تغطي بقاع منها غابات الامازون الشهيرة وجبال الانديز الشاهقة التي تتخللها الغيوم فتجعلها ماطرة بشكل شبه مستمر، فضلا عن شواطئها الساحرة وجبالها البركانية الثلجية وواحاتها وبحيراتها المميزة بأنشطة متنوعة، ففي معظم هذه النقاط الجاذبة تجد انشطة رياضية وفعاليات لن تجعلك تمل ابدا.
ولعل اكثر المعوقات السياحية في الإكوادور تكمن في لغته الاسبانية، لكن بعض المكاتب السياحية توفر لك خدمات الدليل السياحي الناطق للانجليزية، كما أن معظم الاماكن السياحية توفر لك المعلومات باللغتين الاسبانية والانجليزية.
أما أهم النصائح التي حرص منظمو حملة التطوع التي أخذتني إلى هذا البلد الساحر، فكانت متعلقة بأهمية حمل قنينة ماء صحي معي أينما أذهب، فشرب الماء من الصنبور مباشرة ودون فلترة او تنقية غير جيد كما يقولون، فضلا عن أهمية حمل مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس، إذ يُنصح باستخدام كريم واقي الشمس لما تصل درجة وقايته إلى 50 SPF، كما أن القبعات المحلية الشهيرة في الإكوادور والتي اشتهرت في بنما بأنها من صناعة الاكوادور، كانت أحد الحلول الجيدة لحماية رأسي من لهيب الشمس.
بشكل عام لفت نظري طيبة سكان الإكوادور ولطفهم في التعامل، تماما كقطع الكاكاو الإكوادوري الشهير، حتى وإن كانت لغتي الإسبانية بسيطة جدا، كما أن المطاعم متنوعة فهناك المطاعم الفاخرة إلى جانب المطاعم الشعبية التقليدية، وللأطباق العربية وجود واضح في العاصمة كيتو ولعل أهمها الأطباق الشامية واليمنية بسبب هجرة سكان هاتين المنطقتين إلى الإكوادور، ولا أنسى أن من أكثر ما لفت انتباهي هو وجود الكلاب السائبة في أنحاء البلاد وبكافة فصائلهم المتنوعة ورأفة الناس بهم.