وزيرة التعليم الجميلة
اثارني اهتمام المغردين غير المتوقف بصورة وزيرة التعليم البلجيكية كما تم تداولها بكلمات لاتخرج عن وصفها بـ “الحسناء”و “الجميلة ” وغيرها،ومن ثم مقارنة مظهرها بوزرائنا العرب ، المثير هنا ليس اهتمامهم فقط بجمالها ولكن حتى عدم ذكر اسمها اثناء تعليقاتهم مايوحي لك بشيء من الشك في الامر واسوأ من ذلك وبكل صدق استفزتني هذه النظرة للمرأة! تخيل ان تسمع عن وزير وسيم في بلد ما وترى المغردات ومستخدمات المواقع الاجتماعية لا يكفن عن الحديث عنه دون معرفة اسمه على الاقل وماذا حقق ، وكل همهن عيونه وشعره الاشقر بل وتزيد الطينة بله مقارنته بوزرائنا الصالح والطالح منهم ! طبعا لم يحدث ذلك وهو مجرد فرصة نتخيل فيها ان يعيش بعض الذكور ماتعيشه حواء من واقع لا يرى من المرأة سوى صورة وجسد .
صورة وزيرة التعليم البلجيكية المزعومة تم نشرها في نوفمبر ٢٠١٢ وحصدت انذاك لقب الصورة الاكثر تداولا خليجيا في تويتر والفيسبوك وفقا لبعض الصحف واسعة الانتشار كما تناقلتها بعض القنوات الاخبارية وغيرها ، فيما كتبت مواقع الكترونية من جنسيات عربية ” وزيرة التعليم البلجيكية لن تصدق جمالها” وهكذا عبارات ، كل ذلك لم الحظه وقتها ربما لانشغالي انذاك ببرنامجي الجديد الذي بدأت تقديمه على قناة روتانا خليجية وقتها ، الا اني ومنذ يومين فقط وانا اتجول شمال اوروبا وجدت مغرد يجدد سخريته من وزرائنا بنشر صورة الحسناء من جديد ، ما دعاني ابحث في محرك البحث غوغل وانا انتقل من مدينة لأخرى عن حقيقة الامر وللاسف فإن جميع ما ستجده عند بحثك بالعربية هو ما ذكر اعلاه من عبارات وصور ثلاث فقط بعضها تبدو واضحة جدا انها ليست لوزيرة تعليم او حتى وزيرة سياحة ، اما عند بحثي بالانجليزية اتضح لي ان وزيرة التعليم البلجيكية في فترة ظهور الصورة المزعومة هي السيدة ماري دومنيك من مواليد ١٩٥٩ وقد إستقالت من منصبها بعد اصابتها بالسرطان و تم تعيين السيدة ماري مارتين من مواليد ١٩٧٧ بدلا عنها.
لم اكتف بالتأكد من معرفة وزيرة التعليم البلجيكية الحالية فلربما قصد المغردون وزيرة اخرى ، فسألت اصدقائي عن برامج البحث بالصور واخيرا ارشدني الصديق معتز قطينة الى متصفح الدلفين والذي سهل علي مهمة اكتشاف صاحبة صورة وزيرة التعليم البلجيكية ، وببساطة لم تكن سوى فانيسا هيسلر عارضة ازياء لاب امريكي وام ايطالية ابنة الخامسة والعشرين وبإمكانكم تصفح المزيد من صورها الفاتنة مالم تكن الصفحات محجوبة .
عذرا يا صحافتنا و اعلامنا الذي خدع بتغريده، فهذه هي الحقيقية كما هي و ليس كما نقلتموها دون تمحيص.