تدوينات - Blogsتدوينة

هل ينجب المثليون؟

في رحلة خاطفة لمدينة بريشا في شمال ايطاليا و زيارة اقارب والدة زوجي ياسر الغسلان السيدة السا حيث قضى فيها جزء كبيرا من طفولته ، تعرفت الى فرانشسكو الابن الاكبر لابن خالة ياسر و البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما و يدرس في الصف الثالث متوسط ، فرانشسكو فتى ذكي و متحدث جيد يبدو اكبر من عمره عندما يرافق من هم اكبر منه عمرا وطفلا عندما يداعب اخته فردريكا الاصغر منه بسنوات قليلة .

مائة وخمسون كلم قطعنا من بحيرة ماجيوري حيث كنا نقيم الى ان وصلنا الى مدينة بريشا وجهتنا انذاك و والد فرانشسكو السيد فينشنسو يقود بنا و طيلة تلك المسافة لم تنته اسئلتي و ياسر لفرانشسكو عن طبيعة دراسته لمعرفة مصادر ثقافته العالية ، اذ بدأ الحديث بسؤاله عن رحلتنا الصيفية و عشقه لمملكة السويد فسألناه متعجبين لماذا السويد تحديدا ؟! ببساطة فرانشسكو يدرس مادة الجغرافيا و بناء على طلب الاستاذ فقد عمل بحثا عن مملكة السويد وبات معجبا بها ، اذ ان مادة الجغرافيا في ايطاليا تدرس بمقارنة ايطاليا بباقي دول اوروبا ، و عند حديثنا بشكل عفوي عن تقرير قمت بنشره في قناتي الخاصة في اليوتيوب عن فنلندا كونها البلد الثاني على مستوى العالم في اعطاء المرأة حقوقها ، اكد ذلك فرانشسكو مضيفا ان نيوزيلندا هي الاولى و كان ذلك بمنحها حق الانتخاب عام ١٨٩٣ م ، و ان النرويج تتقدم دول العالم في التطور الانساني ، كل هذه المعلومات وغيرها تعلمها فرانشسكو من مادة الجغرافيا و لم يتعلم “ما يربطنا من دين و دم و لغة” او التضاريس و المقاييس فحسب فمادة الجغرافيا الايطالية ثقافة دولية و مقارنة واقعية لتقدم البلد .

و هنا تساءلنا ان كانت هذه الجغرافيا فماذا عن التاريخ؟ التاريخ ايضا تاريخ ثقافي ملم بالمعلومات اذ يبدأ طلاب و طالبات ايطاليا بدراسة التاريخ الروماني مرورا بأبرز احداث العالم ، ففرانشسكو ابن ال١٣عاما يعرف اين ولد الرسول صلى الله عليه وسلم و كيف كانت غزوة بدر اولى الغزوات الاسلامية و ما تلاها بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فضلا عن التاريخ الاموي و العباسي و العثماني ، و لا يعرف بعد ماذا سيدرس في عامه الجديد الا انه وفقا لقوله فقد لمح شيئا عن غاندي في الفهرس !

فرانشسكو سألنا عن بلد جبران لانه معجب به ، كما اطلعنا على امور مختلفة كدراسته الثقافة الجنسية والتي يقوم راهب بتعليمهم اياها ، وان الراهب غالبا ما يجيب على تساؤلات الطلاب بصراحة ذاكرا لنا موقف طالبة سألته :هل ينجب المثليون ؟ فأجابها الراهب المعلم: المفترض لا
هناك تتساءل طالبة حول تفاصيل المثلية الجنسية وفي عالم نامي تتساءل نظيرتها عن الشذوذ الفكري و الاجتماعي الذي ابعدنا عن العالم الى حد كبير و ابقانا في عصور انتهوا منها فجددوا مناهجهم وفقا لمتطلبات العصر وحسنوا معطياتهم المنهجية للطلاب دون تحرج بعد ان قارنوا بينهم وبين دول الجوار ليلحقوا بركبهم ، فرانشسكو و زملائه و زميلاته يتعلمون الصلاة بطرق مختلفة لاكبر الديانات من حيث عدد الاتباع في المدرسة و هذا منهج قائم على جميع المدارس الخاص منها و العام و في ارض الفاتيكان قلب القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية التي تحرم المثلية و تسمح التساؤل .. فهل ينجب المثليون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى