من صنع نجومهم ؟
غالبا ما يُتهم اللبنانيون بشطارتهم في التسويق كمهنة في وظائفهم وحتى على مستوى التسويق لبلدهم او حتى لاشخاصهم ، وسواء كان اتهاما كما ينظر له البعض او كان مديحا كما يتقبله الكثير من اللبنانيين انفسهم فهو واقع لا محال من انكاره يمكن لك رؤيته في مكاتب شركات التسويق في الخليج على سبيل المثال.
اشقاؤنا اللبنانيون المعروف عنهم صراعهم الطائفي الداخلي و شقاءهم السياسي في بلدهم معروفون ايضا بأنهم يحققون فعلا المثل القائل “انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب” فالطريقة اللبنانية في العمل تختلف كثيرا عن الطريقة العربية وخصوصا الخليجية ، وبإعتقادي كان هذا سببا كافيا ليجعل من النادل اللبناني نجما، ولا ابالغ هنا ،فرغم عمل المصريين عقود عدة في المسرح والتلفزيون الذي جعل لهجتهم الاقرب إلينا ،الا ان اللبنانيين تمكنوا من تطبيق المثل وفي سنوات قليلة ، وبرأي فإن السبب يكمن في التسويق الشخصي كما ذكرت سابقا والذي يحتاج لبيئة تتفهمه وتتماشى معه.
اذكر اني يوما سألت فريق عملي عن سبب عمل تقرير لملكة جمال سابقة افتتحت بوتيك! لم تقنعني الاجابة لاني اكاد اجزم ان ملكة الجمال لايعرفها كثر في السعودية “البلد الموجه له البرنامج” الا ان المراسل وجدها نجمة وفريق عملي يراها نجمة وببساطة لولا انها وجدت دعما من ابناء بلدها المشاهير والذين حضروا افتتاح البوتيك لما كانت فعلا نجمة!
في اولى سنوات عملي ومن خلال متابعاتي لاخبار الاعلام ،قرأت خبرا عن مذيع نجم لامع ساطع ، اكاديمي وتتحدث عنه المجلات اللبنانية وبعضا من المجلات العربية على انه مكسب عظيم لتاريخ الاعلام اللبناني فاهتممت لامره وتابعته ، لن انكر اني تأثرت بتلك الكلمات وقتها وايا كان ما يقوله ويمثله كان يلفتني ، الا اني اليوم لا اتوقف ضحكا على اسلوبه خصوصا واني حضرت يوما تصوير برنامجه وشاهدت مشهدا لا يغيب عن بالي كلما شاهدته على الشاشة ،مشهدا اعتبره معظم الحضور انه مشهدا من مسلسل لا اكثر، ايا يكن نفس الاعلامي كان يقول لفنانة لبنانية في رمضان على الهواء انها قنبلة مثيرة فتخجل الضيفة وتقول له رمضان كريم ثم يعود ويقف ليقترب منها ويتغزل بحواجبها ويسألها ان كانت زراعة او طبيعية ، هذا هو نفسه الاعلامي الذي امتدحه الاعلام قبل سنوات ولا يزال !
لا اقصد التجريح في طريقة تقديمه او التقليل من اهمية بوتيك ملكة الجمال بقدر ما احاول اعطاء نماذج حققت احلامها وسط مباركة ممن حولهم وبعيدا عن جلد الذات ونقد المجتمع لها بسبب او بغيره
غردت في رمضان ” من متابعتي ل #ابوالملايين ،اعتقد ان امل العوضي ذكرتني بستايل سيرين عبدالنور الى حد كبير ، مااعرف لمتى حنحش وننتقد النسخ الخليجية!” رغم انهم انفسهم اعجبوا بسيرين او غيرها، وعلى غرار ذلك قس الهجوم الذي يلقاه بين الحين والاخر الزميل احمد الشقيري الذي يقدم لنا نسخة اصلية لبرنامج مختلف في عالمنا العربي يود من خلاله تقديم نماذج ايجابية يمكن الاستفادة منها ، والهجوم الذي يلقاه بعض نجوم اليوتيوب ومقدمين او مقدمات البرامج الذين يلقون ترحيبا وتضخيما في بعض الاحيان فيأتي الجلادون للقضاء على اي نجاح او نموذج ، الى متى سنجلدهم سواء كانوا نسخة اصلية او مقلدة ! ببساطة الفتاة اللبنانية تربت في صغرها وهم يمتدحونها فترد “بيلبئلي” اما في مجتماعتنا وللاسف فقد سمعت “لبس الاسمر احمر واضحك عليه”.
لن اعطي نماذج خليجية او سعودية اكثر لاثبت رؤيتي التي استنتجتها من خلال متابعاتي لاعلامنا الخاص والحكومي ولكن اتمنى اولا ان يتقبلنا مجتمعنا سواء كنا نعمل في القطاع الاعلامي او الفني او حتى الاعلاني وغيره و ان لا يستصغرنا اعلامنا فيجمعنا في تحقيقات وينعتنا بمسمانا الوظيفي دون ذكر اسمائنا فـ ” المرء اصل ما يفعل “ارسطو.