لماذا نلهث وراء الحرية؟
تلك اللحظات التي نكون فيها في عنق الزجاجة “ومن منا لم يمر بعنقها!” نسأل أنفسنا ماذا فعلنا عندما كنا خارجها؟
تلك الحرية التي نختلف في تحديد حدودها ومفاهيمها لكننا جميعا نبحث عنها بكل ما أوتينا من قوة، عندما نفقدها ندركها ويخسر أولئك الذين لا يدركونها وهم في أمس الحاجة لها، ويخسر أكثر منهم أولئك الذين لا يستفيدون من تجارب غيرهم وكأنهم ينتظرون لحظة فقدانها ليفهموها صدقا.
تُرى لماذا نلهث وراء الحرية وماذا فعلنا بها؟ ماذا حققنا عندما كان الوقت ملكنا وكنا نعمل لنكسب المال، ننافس بشراسة، نخوض نقاشات وكأنها مفصلية في حياتنا!
لهذه التساؤلات وغيرها اجابات قد لا يدركها غالبيتنا الا وهو في عنق الزجاجة.
في تلك اللحظات الخانقة نكتشف أن العمر ضاع ونحن نردد ليس لدينا متسع من الوقت لتحقيق أمانينا، نكتشف أننا قضينا العمر في الدراسة ثم العمل والروتين اليومي او حتى السنوي! حينها فقط ندرك أنه ليس هناك أمر يستحق الذكر مما فعلنا فجميعنا فعل ما يفعله الجميع.
بعد أن نتجاوز عنق الزجاجة ندرك أننا لم نمارس هواياتنا التي نحب، لم ننتج سوى للعمل ولم نقرأ سوى المناهج، ضاع العمر في تجاه واحد وهنا يدركنا السؤال الرئيسي: لماذا نريد أن نخرج من عنق الزجاجة؟ ما الذي تبقى في جعبتنا ونود العيش من اجله؟
هكذا هي الحياة دوامة تدور دون أن نشعر ومهما عزمنا أن نعيد ترتيب حياتنا فإن طبيعة من حولنا تعيدنا إلى الروتين وتفقدنا استنتاجاتنا وما تعلمناه من تلك اللحظات الصعبة.
فلنبحر الى المحيطات قبل أن يقتلنا خليج.