كيف يُنطق حرف “U” في شبه الجزيرة العربية؟
في العمل الإعلامي المرئي والمسموع يحظى نطق الأسماء والكلمات بأهمية لا تقل عن أهمية اللغة السليمة، وما يسعفني هذه الأيام هو العودة في كل صغيرة وكبيرة لا اتقن نطقها بأي لهجة عربية او لغة عالمية، لموقع “يوتيوب”. اذ يمكن إيجاد تقارير او مواد مسجلة لأهل البلد ينطقون أسماء مدنهم او أسماءهم انفسهم وغير ذلك ,وهذا ما يقلل نسبة الخطأ ولا أقول يمحييه تماما.
يلفت نظري نطق الناطقين للغة العربية بمختلف لهجاتها لبعض أسماء المدن والأشخاص في الجزيرة العربية، فهناك ما يمكن قبوله لقربه سماعيا وهناك ما يجعل الاسم مزعجا لشدة اختلافه او اخذه لمعنى آخر، كنطق ” السعودية” بفتح السين بدلا من ضمها كما ينطقها أهلها، ويبدو ان السبب في ذلك هو أن زملاءنا واساتذتنا في الاعلام العربي، اعتمدوا الاسم وفقا لكتابته بالأحرف اللاتينية بدلا من اعتماده من نطق اهله.
“السعودية” هو المثال الابسط اذ بات امراً ملحوظاً الى حد ما، وهناك من اهتم فأحسن النطق كما ينطقها أهلها، ومدينة جدة أيضا حُرفت من كسر الجيم الى فتحها وهو ما يعني بلهجة أهل جدة كما العربية الفصحى والدة الام او الاب، هناك أمثلة عدة أخرى يمكن التطرق إليها، ولكني قررت اليوم التركيز على نطق حرف “U” الإنجليزي عند تواجده في بعض الأسماء في منطقة الخليج.
” قاعدة العديد” احدى الأسماء التي تتردد بكثرة إعلامياً، ويتم نطقها وفقا للكتابة الإنجليزية بضم العين لأنها تبدأ بحرف “U”، غير أن أهلها وأهل الجزيرة العربية ينطقونها بكسر العين “العِديد”، مثلها مثل “دبي” التي ينطقها أهلها بكسر الدال رغم انها تكتب بحرف “U” بعد الدال ومدينة “ضبا” شمال السعودية بكسر الضاد و” الجبيل” في المنطقة الشرقية في السعودية بكسر خفيف في حرف الجيم ، ومن الأسماء اذكر لكم لقب ” البليهي” مثل المفكر السعودي ” ابراهيم البليهي” أو لمن لايعرفه فهناك لاعب كرة القدم السعودي “علي البليهي” والذي يتردد اسمه بكثره على الشاشة الرياضية اثناء المباراة ويكتب الاسم بحرف “U” بعد الباء وينطق بكسر خفيف للباء مدغمة في حرف اللام، وليس “بوليهي”، وهذه ليست قاعدة بالطبع فهناك أسماء ينطق فيها حرف”U” كالضم مثل “الحديدة” في غرب اليمن.
هذا اللغط دفعني للبحث في نطق حرف “U” في كلمات انجليزية, وقد وجدت حالات محدودة يمكن من خلالها قراءة الحرف كما ينطقا حرفا “E&I” بمعنى الكسر، ومن هذه الكلمات “Burn, Busy,Bury”.
أخيراً كل هذه الأسماء من وجهة نظري تقبل النطقين، لأن الرائج والمشاع وما يتعارف عليه الناس يظل جزء من الحقيقة ، ولكن على الأقل من الجميل ان ندرك الفرق بين الشائع والواقع.