من مطار الدمام إلى مدينة الخبر
تمت دعوتي خلال السنوات الماضية التي عملت خلالها في مجال الاعلام من دبي الى عدة مؤتمرات و مناسبات في بلدي السعودية، إلا أنه و في كل مرة تنتهي الدعوة بالتغيير والتأجيل و الإعتذار لأسباب مختلفة اجهل بعضها و أدرك معظمها، حتى أنني اصبحت مع الوقت اجيب بالإيجاب غير الجاد لكل دعوة تصلني من السعودية، رغم أنني لا اذكر اي دعوة قُدمت لي في عالمنا العربي وتم تأجيلها او تم الاعتذار عن اقامتها في اللحظات الأخيرة، و آخر هذه الدعوات التي قدمت لي كانت من غرفة الشرقية في السعودية لإدارة جلسة في منتدى المرأة الاقتصادي ٢٠١٤، وكعادتي قبلت الحضور قبل الموعد بثلاثة اشهر او أكثر و لم اكترث إن كنت فعلا قادرة على الحضور او لا، و رغم أني شعرت بجدية الأمر هذه المرة إلا أنني كذبت احساسي وبقيت متوجسة حول اقامة المنتدى و تقديمي الجلسة الختامية حتى لحظة وصولي الفندق في الخبر.
و أخيرا حضرت و قدمت فعلا جلسة بعنوان “المرأة السعودية خطوات واثقة نحو المستقبل”، بدأتها بتقديم سيدة سعودية منحتني يوماً الى جانب عددٍ من النساء السعوديات هذه الخطوات الواثقة في مهنتي، إنها السيدة “مها فتيحي” رئيسة جمعية مرشدات “كشافات” المملكة، إلى جانب الأميرة الجواهر بن ثنيان مديرة مركز الامير سلمان الاجتماعي، و افنان البابطين المدير التنفيذي لصندوق الامير سلطان لتنمية المرأه، اللاتي كن ضيفاتي في الجلسة و أثرين الموضوع بالحديث عن تجاربهن ومايقدمنه لتمكين المرأة اقتصاديا.
منتدى المرأة الاقتصادي ٢٠١٤ في غرفة الشرقية وخلال يومين متتالين، قدم لنا كنساء نماذج وأعمال و كلمات محفزة لننمو اقتصاديا في بلد يعرف بالبلد النامي، بحثنا معا سبل الارتقاء بلغة قريبة من المواطنة البسيطة واتفقنا أن الوعي هو الحاجة الماسة اجتماعيا لتنمية المرأة السعودية و العربية اقتصاديا .
و هكذا تدور عادة المنتديات والملتقيات، نقاشات فآراء و أخيرا توصيات على أمل أن تحقق يوما، غير أن اللافت بالنسبة لي كان ذلك التنسيق الملفت من نساء سعوديات يعملن و يتطوع بعضهن للإسهام في انجاح المنتدى بكل تفاصيله، كل ما تم خلال المنتدى من كواليسه وما ظهر اعلاميا كان يتجاوز كلمة الاتقان، فأدق التفاصيل كانت حاضرة، و بما أنني ذكرت سابقا تواجدي في عدة مناسبات عربية، فلربما يحق لي الآن أن اصف منتدى المرأة الاقتصادي ٢٠١٤ في غرفة الشرقية بأنه نموذج مبدع يمكن الأخذ به لتقديم منتديات راقية في بلدي و حتى لدى الجوار، ليس غربيا لطالما سمعت قبل زيارتي هذه للمنطقة الشرقية عن سكانها المنضبطين بأوقاتهم والمميزين فكريا والمتعايشين اجتماعيا مع كافة اطياف البلد.
كانت لي زيارات الى مدينة الجبيل وأنا طفلة، لا أذكر منها سوى القليل، أما رحلتي هذه فقد رسخت بذاكرتي الكثير، ابتداء من مطار الدمام واستقبال فريق العلاقات العامة عن طريق المسار التنفيذي، ثم فندق الموفنبك في الخبر وخدماته المميزة التي ساهمت كثيرا في راحة نزلاء وضيوف المنتدى، فضلا عن نظافته ووجباته الغنية المتنوعة والتي لم تمنحني الفرصة للبحث في مطاعم مدينة الخبر، ثم زيارة الراشد مول والذي لا يبعد كثيرا عن الفندق، وتحديداً قيصرية الراشد التراثية اللافتة، ولقاء الصديقات بعدها في منتجع ” صن سيت بيتش”، واخيراً عبور جسر الملك فهد للمغادرة عن طريق مطار البحرين الدولي، فالأمر في المنطقة الشرقية يسير بهذه البساطة، متى ما اعيق سفرك عن طريق الدمام فإن مطار البحرين موجود والعكس صحيح.