إذا أنا ماقدرت ، أنت حتقدري؟
و بين مطالب المرأة بحقوقها التي حرمت منها على مر العصور تجد ظل رجال منحوها دعما كبيرا لتحقق ولو شيئا من اهدافها ، سبق و ان شبهت في تدوينة “كبير الخدم” هؤلاء المساندين لتمكين المرأة بحراك اصحاب البشرة البيضاء من الامريكيين و دعمهم لاصحاب البشرة السوداء في نضالهم للحصول على ابسط الحقوق الانسانية ، فالصورة العامة تبدو فعلا متشابهة غير ان الاختلاف برأي هو في حراك اصحاب البشرة السوداء و المرأة المطالبة بحقوقها ، اذ ان الاول لديه ثقة كبيرة بنفسه و بإنسانيته و بقدراته ليكون متساو و متعادل مع نده، بينما تجد المرأة قليلا ما تثق في قدراتها و دورها فضلا عن انها تؤمن الى حد كبير بعبارات لم تنفك من سماعها بل و ترديدها مثل “الرجل ما يعيبه شي ” ، ” الرجل قادر على فعل ذلك اما انت فليس لديك القدرة” ، “هذا مناسب للرجل و غير لائق ابدا بالمرأة” ، هذه العبارات و ان قلنا معشر النساء انها لا تهز كياننا بشكل او بآخر فانها بالتأكيد تهز ثقتنا بأنفسنا .
بينما كنا نمارس لعبة “البولينغ” لاحظنا ان اصدقاءنا من الرجال يتقدمون بفرق كبير علينا ، قال احدهم لازال الرجال يتقدمون عندما ظهرت النتائج الاولية ،هزتنا كلمة صديقنا فتحمسنا وحاولنا كسر ارقامهم لكن دون جدوى ،و بعد جولتين سيطر عليها الرجال ، قررنا المغادرة غير ان رميات عشوائية تبقت لنا فكنا نلعبها للتسلية وهي غير محسوبة او منافس عليها ، وهنا لاحظنا ان الفتيات بدأن احراز تقدم افضل من السابق بينما انخفض مستوى الرجال ! ، انها الثقة ، ففي المنافسة الجادة شعرنا بفقدان ثقة امام الرجال و رحنا نبرر ان فرق قوة الاجساد سببا كافيا للخسارة و انهم اعتادوا لعبها من قبلنا، وهذه مبررات منطقية وب ها شيئا من الصحة ولكن الثقة اقوى من هذه المبررات،و سبق ان فصلت في تدوينة فكرة المساواة ، و انا مؤمنة بأن المساواة حق طبيعي في ظل ظروف محددة ، فالرجل المسن يتساوى في حقوقه الانسانية مع الطفل و المرأة و الرجل مع مراعاة قوته الجسدية او الذهنية، والرياضة في معظم السباقات العالمية تفصل في مقاييسها بين فئة الرجال والنساء لاسباب مشابهه غير انها لاتمنعها من حق المشاركة اساسا ، وهنا نفهم معنى المساواة او العدالة كما يصر البعض تسميتها، عموما كانت الرياضة من المحرمات عليها و تفكيرها كان عيبا و قيادتها للسيارة مرفوضة و بين هذا وذاك فإن اسوأ ما قد تسمع المرأة : “اذا انا الرجال ما قدرت ، انت حتقدري؟”.
اعود للسادة الرجال الداعمين لتمكين المرأة و المؤمنين بدورها ، الرافضين لظلمها رفضا شديدا ، ان المرأة لا تريد تصفيقكم ، ولا صراعكم في وسائل الاعلام حول قضاياها ، و لا الترافع و المطالبة بحقوقها نيابة عنها فحسب بل ان اساس عونكم لها يأتي في ثقتكم و ايمانكم بكيانها و قدراتها ،ان المرأة بحاجة لتعزيز ثقتها بنفسها ، فكفاكم تحطيمها.